ربيع العدوان
بدأت حملة الجدل الواسع حول مصير مهرجان جرش، هل يقام أم لا، هل إقامته القرار الصحيح أم لا، هل نقاطعه أم لا، كل هذه الأسئلة بدأت تطرح نفسها من بعد تصريح وزيرة الثقافة بأن النية تتجه لإقامة المهرجان.
المطرقة والسندان، برأيي أنه لا يمكن تخيل إقامة المهرجان بصورته المعتادة في ظل ما يحدث لأهلنا في غزة، فالاحتفال وسط آلامهم لن يكون شيء طبيعي يشعر به الأردنيون تجاه إخوة لهم يتعرضون لإبادة وجريمة بشعة، ولكن في الوقت ذاته يمثل مهرجان جرش موسم استثماري للمنطقة والأهالي في جرش، ولذلك يجب البحث عن حلول.
الحل المنطقي يكمن بمنح المهرجان الصبغة الوطنية العروبية التضامنية مع الأشقاء في غزة، وتحويله لمهرجان تضامن ودعم من خلال استقطاب الفنانين والفرق الشعبية التراثية والوطنية والتي كان لها حصة سابقاً في المهرجان، لكن أن تعطى الفرصة كاملة في هذه النسخة، بالإضافة للتعاقد مع الفنانين أصحاب اللون الوطني الثوري كمارسيل خليفة وجوليا بطرس أو حمزة نمرة أو الكثير من الفنانين العرب والأجانب الذين كان لهم بصمة في هذا الجانب والفرق الوطنية الأردنية والفلسطينية كالعاشقين مثلا، بالإضافة لأصحاب الفن والأغنية الوطنية وهم كثر في أردننا كحسين السلمان وعمر العبداللات وغيرهم.
كما يمكن تخصيص البازارات والمشاريع الصغيرة في هذا المهرجان لدعم الأشقاء في غزة على أن يذهب جزء من الريع لدعم صمودهم هناك، وهذا فيه فائدة على الشقين لأصحاب المشاريع وللأهل في غزة.
ولعبت الثقافة والفن دوراً هاماً في توضيح حقيقة الصراع الفلسطيني وحقيقة القضية للعالم المغيب الذي كان يستمع للبروباغاندا الصهيونية على مدار عقود من السنوات، وأوضحت الرسائل التي بعث بها المثقفون وأصحاب الفن الراقي الحضاري الكثير من الحقائق التي قلبت الشارع الأجنبي لمتعاطف مع القضية والحقيقة والمآساة ويمكن البناء عليه.